الســـــــــــــــحر المأكول

قبل الحديث عن
هذا الموضوع لابد من ذكر الجانب الوقائي فيجب على الإنسان الحذر من الوقوع
بهذا الداء (السحر المأكول) ومن الخطوات الوقائية:
- الحرص على عدم الأكل من المصادر المجهولة.
- (لا تصاحب إلا مؤمن ولا يأكل طعامك إلا تقي) وكذلك لا تأكل الطعام إلا ممن تثق به.
- الحرص على
الأذكار فلها دور بعد توفيق الله في حماية الإنسان من شياطين الإنس والجن
حتى لو أكل الإنسان السحر الموضوع في الطعام فإنه سيكون سحراً ضعيفاً يسهل
إخراجه بإذن الله.
- في حالة وقوعك
في حرج واضطررت للأكل فننصحك بالتسمية وقول: "بسم الله الذي لا يضر مع اسمه
شيء في الأرض ولافي السماء وهو السميع العليم ".

كيف يقع السحر؟

يعمد ضعاف
النفوس لوضع السحر مع الطعام أو بعد طهيه إذا كان يوضع في أطباق توزع على
أشخاص معينين حيث يعتمدون على الأشياء المحضرة والمقوية لتواجد الشياطين
وهي النجاسات فيعمدون لوضع قطع صغيرة من البراز أجلكم الله وذلك لتحضيرهم
وتثبيت خادم السحر الذي سيتلبس بفلان من الناس ولذلك لو أكل السحر شخص آخر
فإنه لا يقع والله أعلم.
ولذلك يعمد
المشعوذون للتواجد بالأماكن النجسة والتبخر بالروائح الخبيثة وهي فضلات
الحيوانات والبشر لأنها من طبيعة الشياطين وهي أماكن تواجدهم كالنفايات –
الآبار القديمة – المقابر القديمة – دورات المياه – وغيرها ولذلك يحرص
المشغوذ على إدخال النجاسات إلى جوف بني آدم حيث يدخل خادم السحر ويستقر في
بطن المريض (أسفل البطن من الجهة اليمنى أو اليسرى) أي منطقة الأمعاء
الغليظة وتحديد جهة استقراره لها علاقة بديانة الجان وقوته وطبقته وغير
والله أعلم.
ويتحقق له في
مكثه كرامة بني آدم وذلك مصداقاً لقوله تعالى:  وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي
آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ
الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا
تَفْضِيلاً فهذه هي الميزة التي اختص بها الأنس عن الجان ويخدمه بشكل كبير
عدم التسمية أثناء الأكل ولاحظنا أثناء الرقية ويعد أمر المريض بالحرص على
التسمية ضعف خادم السحر.
ويمكث في جسمه كمث الإنس «بفندق خمس نجوم» كما يقال حيث يتوفر له الأكل والراحة وكرامة بني آدم.
وهنا يأتي دور
قرب الإنسان لله عز وجل فكلما تقرب لله عز وجل بالطاعات كان له دور إيجابي
في استقرار المريض وسيطرته على نفسه ويتأثر بالأمكنة والأزمنة الشريفة
فدخوله المسجد الحرام مثلاً أوالمساجد العامة وغيرها من الأماكن الشريفة
تساعد على سيطرة المريض على نفسه وكذلك الأزمنة الشريفة كرمضان ووقت السحر
خلاف غروب الشمس وهو وقت قوة وانتشار الشياطين، وقد أمر النبي  بحبس
الصبيان وهو شبيه بفترة الصبح للأنس فهو وقت نشاط وانتشار ولها علاقة
بتفاوت فترات النوم بين الإنس والجان فينام الأنس بالليل والجن بالنهار
لذلك تكون فترة الليل للمريض فترة عصيبة، لأنها فترة إعادة قوة السحر وتسلط
حراسه.
نعم قد يتضامن
خادم السحر حينما تتوفر له إقامة غير سعيدة ولم ينجح، في خططه ضد المريض
ومن ضمن خططه المحاولة في منع اكتشافه والوسوسة له بأن ما فيه هو مرض نفسي
ولذلك يطرق المسحورون أبواب العيادات بكثرة ولا يتحقق لهم الشفاء لأنهم
عالجوا الفرع وتركوا الأصل.
ومن ضمن خططه:
تقمص شخصية المريض فلو كان مرحاً حاول أن يتكيف معه ولو كان عاطفياً أو
عصبياً وفي بعض الحالات، حيث تبرز شخصية الشيطان مغايرة لشخصيته بني آدم
مكانه يعني شخصيتين في شخصية. ويحاول بشتى الطرق أن يعتمد على إحزانه لأن
ذلك تقوية له ويحاول فرض هيمنته عليه حتى يجرده من العبادات ثم الدين
والعياذ بالله ويعزله عن الناس ويحرص على جعله يكره التنظف والتطهر حتى
يستقوي عليه بطبيعته القذرة.

الهدف من وجوده:

لا شك أن لخادم
السحر هدفاً في دخول لجسم الإنسان وقد أخذ على ذلك عهداً بإتمام مهمته وقد
يُهدر دمه في حالة نقضه ذلك العهد لذلك تكون العقد مربطاً لهم في الجسم
وهذا هو الخادم وللخادم حارس أو أكثر من حارس يحرسون السحر ويضايقون المريض
وربما ضربوه حينما إذا لجأ المريض لمواجهة خادم السحر إذا تعاون مع الراقي
وهذا مشاهد ومعاين ويحصل من المسلم غالباً، بل ربما عاقب حارس الحارس
الخادم وربما قطعوا لسانه حتى لا يعترف وسبق أن اعترف بعض خدام السحر بمكان
السحر وسبق وأن تمت المعاهدة بعدم إيذاء المريض أو إمضاء السحر تمهيداً
لفكه وتلك طريقة حتى يسيطر المريض على نفسه ويعيد ترتيب أوراقه ويحصن نفسه
ليضعف خادم السحر ويبطل كيد الساحر.

أشهر أنواع السحر:

ومن أشهرها (سحر
التفريق) الذي ذكره المولى جل وعلا في قوله  فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا
مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ فهذا من أشهر أنواع
السحر وسوف نبسط القول عنه في حديث مستقل بالتفصيل بإذن الله.
- (سحر العطف) و
(سحر إرادة الفقر) و (سحر المرض) و (سحر التعطيل) وغيرها ونتوقف عن ذكر
الأنواع الغير مشهورة أو ما ينتقل من كتب المتقدمين وكانت مشهورة فاندثرت.
أما إذا كان
السحر المأكول لعرض التفريق فيقوم بعلمه ويكون ويتخذ خادم السحر من البطن
مقراً لإقامته وإن كان للمرض فيبدأ بشنّ حربه ومحاولة الفتك بالمريض بأشد
أنواع المرض ابتداءً بالاضطرابات الهضمية والإمساك الحاد والغازات وغيرها
وانتهاءً بالأمراض الخطيرة والخبيثة، ومراقبة كل مأكول جديد فقد يأكل
المريض أكلاً يضره واذكر أنه في أحد المرات وفي موسم طرح ثمر السدر "النبق"
أو ما نسميه (العبري) توقف أحد المسحورين واشترى كمية منه ثم أصيب بعدها
بإسهال ماء ثم شعر بعدها براحة عظيمة وقد سألته هل تصاب بإسهال دائماً؟ منه
قال: لا وبعد تأكدي أنها ليست أعراضاً للتسمم بحثت المسألة فاكتشفت أن ورق
السدر حينما يؤكل يؤثر بإذن الله والثمر قد يكون أقوى من الورق، فالورق في
الأشجار مستديم النمو والثمر مرة في العام فقد يكون في بعض النبات أقوى من
الورق، ومن ضمن التجارب كذلك «حليب الخلفات» أو حليب النوق وتذكرت أن
العديد من المرض يشعرون براحة خصوصاً بعد الإسهال الذي يجهل سببه بعد شربة
لبعض المرضى وبالذات من ابتلى بالسحر وتذكرت أن بولها وحليبها من الطب
النبوي وكذلك فالجمل خلق من الجان كما ورد في بعض النصوص والحليب مستخلص من
الدم والشيطان يجري من ابن آدم فقد يكون هناك أكثر من سبب لفك السحر وهذا
مثار بحث.

كيف يعالج من به سحر مأكول؟

1- الرقية الشرعية المطولة وبالذات آيات السحر.
2- الطب النبوي وبالتجارب الطويلة وجدنا ما يلي.
3- (تمر عجوة
المدينة) وقد أخبرني خادم سحر مأكول بأنه ينزل عليه كالرصاص المذاب وهو
نافع بإذن الله للسحر المأكول والمشروب والمنثور والمعقود وكذلك جربناه على
الممسوسين وجربناه على كثير من المعيونين، فوجدناه نافعاً بإذن الله.

ملاحظة: التجارب
بالمئات ومتابعة شخصية لكل حالة على حده وطريقته هي التصبح بسبع منها أي
في فترة الصباح وليس بداية فترة الاستيقاظ فقد جربنا أن يتناولها المريض
حال إفاقته بعد الظهر فلم يحقق نتائج إيجابية.

1- لماذا عجوة المدينة؟ ولماذا لا يكون كل التمر كما ذكر كثير من المشائخ ؟

بحثت
المسألة فوجدتها متعلقة بمراحل العلاج أي (فترة الوقاية – وفترة المعالجة)
فالوقاية نافع و مجرب (سبع تمرات على الريق) من أي نوع وبالنسبة للعلاج
فتمر عجوة المدينة أكثر نفعاً وقد أثبتت التجارب ذلك والله أعلم.
فيكون أكله على الريق أي لا يأكل شيئاً قبله ونذكركم بحديث المصطفى :
« من تصبح بسبع
من عجوة المدينة لم يضره سحر ولاسم». فذكره النبي  وخصه لأنه الأشهر في
زمنه فهو على الإعجاز وفعلاً بالتجارب الطويلة تبين سرعة فك السحر والله
أعلم.
ومن ضمن القصص
الغريبة أن شخصاً كان يشتكي ضعف الرغبة والقدرة الجنسية مع زوجته فاستعمل
جميع الأدوية والفيتامينات والمنشطات ولم يحقق أي تحسن ملحوظ ولما نصحناه
بالعجوة تغيرت حياته من ناحية نظرته لزوجته وتحسن أداءه الجنسي على صعيد
القدرة والرغبة ولما سألني قلت له اشبتهت أنك مصروف عن زوجتك بسحر وسحر
الصرف أي حبس الرجل عن جماع زوجته وهذا له علاقة بخلل الرغبة الجنسية
والقدرة الجنسية لذلك يرى المسحورون بالمنام أنه مسجون فهو دلالة على حبسه
عن أهله وهو سحر الفريق.
فعجوة المدينة لها الخاصية بفك السحر وشفاء المسحور أكثر من نوع آخر والتجارب أثبتت ذلك والله أعلم.

2- لما يستعمل عصير تمرة العجوة
لطريقة مقاربة نوعاً بالتمر الهندي تكن نافعة بإذن وأتمنى ممن وجد طريقة
مثالية لتحضير عصير العجوة الاتصال بنا وله جزيل الشكر مع خالص الدعاء.

3- السنا مكي وفيه خاصية فهو يختلف
عن أي نوع من الملينات والمسهلات لأن فيه إعجازاً ربما لم يتمكن من كشف إلا
القليل من أسراره تأمل حديث المصطفى  «لو كان شيء يشفي من الموت لكان
السنا» ولا شك أن السحر أقل خطورة منم الموت، فهو يختلف عن العشرق وإن ادعى
العطارون عكس ذلك وموطنه الأصلي مكة المكرمة والمدينة المنورة فخدام السحر
لا يقاومونه وسبق لي أن أشرفت على العديد ممن انفك سحرهم بتوفيق الله عن
طريق السنا ولكن بشرط الضغط القوي بالرقية والطب السنوي وبعد 7 أيام على
الأقل يستعمل السنا.

4- العسل: وينصح بأن يكون العسل عالي
الجودة وكذلك يكون مشابهاً للعسل النبوي والذي يتفق بخصائصه مع قاعدة «لقد
صدق الله وكذب بطن أخيك» لأن هذا هو الشرط لتحقيق قوله تعالى عن العسل:
فيه شفاء للناس فلا يتحقق الشفاء إلا بالعسل عالي الجودة.
هل كل العسل نافع في الأمراض
الروحية؟ بعد دراسات طويلة على أنواع العسل وتنويع الرقية تبين لنا أن
العسل الطارد للشياطين هو «العسل النبوي» ونقصد به العسل الذي يحمل خصائص
العسل في قصة الصحابي الذي جاء يشتكي للنبي  بطن أخيه فقال له النبي :
«اسقه عسلاً» فسقاه مرتان وما زاده إلا استطلاقاً وفي المرة الثالثة لوقف
الإسهال الذي هو عبارة ضرر وداء وقد يكون فيروساً أو غيره وكان بحاجة لجرعة
قوية 3 مرات وبحثنا في العسل فوجدنا أن أقرب نوعية من ناحية الخصائص
المذكورة في الحديث وكذلك من ناحية قوته عضوياً وروحياً فهو يعمل كمضاد
حيوي طبيعي.
وله عدة فوائد أبرزها أنه نافع
للجهاز الهضمي والتنفسي وجهاز المناعة. ومن فوائده المتعلقة بالأمراض
الروحية أنه طارد للشياطين من الدرجة وبقي لنا التجارب فوجدنا أنه وبعد
مئات التجارب نافع للسحر والمس والعين وغيرها من الأمراض العضوية كالسرطنة
وغيره من التجارب.
هل هذا من المبالغة؟ لا لأنه تحقق قوله تعالى فيه شفاء للناس و الشفاء يكون من السحر.
العسل هو «عسل الشوكة» أو «السُمرة» فهو نافع بإذن الله للسحر المأكول، بل هو أقوى أنواع العسل.

5- زيت الزيتون فهو «شجرة مباركة»
والبركة تشمل الشفاء والشفاء يطلب من الله بنية فك السحر المأكول وهذا ما
نسميه بالمحاصرة أي استعمال كافة الأسلحة ضد المرضى.

6- خلطة الاغتسال: وهي مكونة من
«السدر والشذاب و ورق التين والمسك» يغتسل بها المرضى غسطا ً لا رشاً ويكون
الغي لمدة 20 دقيقة على الأقل ولا مانع من الإطالة وطبيعة الإنسان لما
يغتسل بجمع بين عدة أمور.
1- التنظف بالصابون وهذه مسؤولية السدر.
2- وضع مرطب لجسمه وهذا من فوائد
التين بل وجدنا أنه مفيد للبشرة فهو يبيض وينعم ويزيل الحبوب والبثور
الموجودة سابقاً، والتي قد تخرج مع خروج مس أو سحر أو عين وهو معروف مشاهد.
3- التعطر بعد الاغتسال وهذه من مواصفات المسك.
فقد جمعنا في الخلطة نفع المريض
ونظافة وسلامة المريض أما بالنسبة للملح والشب، فهو ضار على البشرة فيسمر
البشرة ويجعدها وينشفها وله بدائل، ولا تستعمله الحامل ولا من عنده حساسية.
7- (ماء زمزم + عصفر + ماء ورد + عصير تمر العجوة + 2ملعقة زيت الزيتون + 2 ملعقة عسل + قليل من السدر).
هذه طريقة قوية لفك السحر ولا ننصح باستعمالها إلا بعد الاستشارة ولابد من إضعاف خادم السحر واستعمالها بعد أيام طويلة.

كيف تتعرف على خروج السحر ؟

بطرق عديدة ومن
ضمنها خروج مادة سوداء لها رائحة خبيثة من الجهاز الهضمي وقد تكون ذات لون
أخضر غامق شبيه بالطحالب التي تنمو في المياه الراكده .
وقد يكون الخروج
(كلياً ) أو (جزئياً) واللون الأسود غالباً ما يكون خروجاً كلياً والله
أعلم ، وقد يخرج بطريقة نجهلها ويعلمها الله عز وجل .

وفي الختام تأملوا..
دعاه جاره لوليمة عشاء فذهب مبتهجاً وحينما أدخل اللقمة في فمه أصيب بحرارة وصداع نصفي وغثيان ولم ينم تلك الليلة.........
باختصار خدعته زوجة جاره بوضع سحر له!!
فاللبيـــب مـــن اتعـــظ بغيـــره
واللبيـــب بالإشـــارة يفهـــــم
من مقالات الشيخ عبدالله الخليفه.